recent
أخبار ساخنة

البنك الدولي يطلق صافرات الإنذار: صفقات شيطانيةوأزمة ديون تاريخية تخنق الدول النامية

 

البنك الدولي يطلق صافرات الإنذار: صفقات شيطانيةوأزمة ديون تاريخية تخنق الدول النامية

كتب: [أفكار حرة تامر نبيل]

أصدر البنك الدولي تحذيراً شديد اللهجة للدول النامية من الوقوع في فخ ما أسماه "الصفقات الشيطانية" نتيجة سوء إدارة ملف الديون، كاشفاً عن أرقام صادمة في أحدث تقاريره حول الديون الدولية (IDR). وأشار التقرير إلى أن الفجوة بين تكاليف خدمة الديون والتمويلات الجديدة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ نصف قرن، مما ينذر بتداعيات اقتصادية وإنسانية كارثية.

كتب: [أفكار حرة تامر نبيل] أصدر البنك الدولي تحذيراً شديد اللهجة للدول النامية من الوقوع في فخ ما أسماه "الصفقات الشيطانية" نتيجة سوء إدارة ملف الديون، كاشفاً عن أرقام صادمة في أحدث تقاريره حول الديون الدولية (IDR). وأشار التقرير إلى أن الفجوة بين تكاليف خدمة الديون والتمويلات الجديدة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ نصف قرن، مما ينذر بتداعيات اقتصادية وإنسانية كارثية.
البنك الدولي يطلق صافرات الإنذار: صفقات شيطانيةوأزمة ديون تاريخية تخنق الدول النامية


البنك الدولي يطلق صافرات الإنذار: صفقات شيطانيةوأزمة ديون تاريخية تخنق الدول النامية


1. فجوة تمويلية قياسية نزيف الموارد يتجاوز التدفقات

كشفت بيانات البنك الدولي أن الفجوة بين ما تدفعه الدول النامية لخدمة ديونها وما تحصل عليه من تمويل جديد قد اتسعت لتصل إلى 741 مليار دولار خلال الفترة من 2022 إلى 2024.

  • هذا الرقم هو الأعلى منذ أكثر من 50 عاماً.
  • سجل إجمالي الديون الخارجية للدول منخفضة ومتوسطة الدخل رقماً قياسياً جديداً في 2024 بلغ 8.9 تريليون دولار.
  • من بين هذا الرقم، هناك 1.2 تريليون دولار مستحقة على الدول الأكثر هشاشة (78 دولة).

2. الثمن الإنساني الجوع مقابل الفائدة

لم تقتصر الأزمة على الأرقام المجردة، بل امتدت لتشمل تبعات إنسانية فادحة، حيث أوضح التقرير الحقائق التالية:

  • في أكثر 22 دولة مديونية، يعجز نصف السكان عن تحمل تكاليف الحد الأدنى من الغذاء اليومي اللازم لصحة مستدامة.
  • دفعت هذه الدول 415 مليار دولار كفوائد ديون فقط؛ وهي أموال كان يمكن استثمارها في التعليم، الرعاية الصحية، وكهربة القرى الريفية.

3. ما هي الصفقة الشيطانية التي حذر منها البنك الدولي؟

حذر التقرير من أن سوء إدارة الديون يدفع الحكومات نحو خيارات صعبة أطلق عليها "صفقة شيطانية" تعرقل التنمية الاقتصادية، وتضع الدول بين خيارين أحلاهما مر:

  1. الاقتراض الخارجي المكلف: اللجوء إلى حائزي السندات الأجانب بأسعار فائدة مرتفعة (وصلت إلى 10%، وهو ضعف مستواها قبل 2020).
  2. خنق القطاع الخاص المحلي: الاعتماد على الاستدانة من البنوك المحلية، مما يمتص السيولة ويمنع تمويل المشاريع الخاصة، ويعرض الحكومات لمخاطر إعادة التمويل بآجال استحقاق قصيرة.

4. تغير خريطة الدائنين وتعقيد الحلول

أشار التقرير إلى تحول جذري في هيكل الديون العالمية، مما يجعل عمليات إعادة الهيكلة أكثر تعقيداً:

  • هيمنة القطاع الخاص: يشكل الدائنون الخاصون (مستثمرو السندات) نحو 60% من الديون العامة طويلة الأجل.
  • تراجع دور نادي باريس: انخفضت حصة ديون نادي باريس (المسؤول التقليدي عن إعادة الهيكلة) إلى 7% فقط.
  • هذا التشرذم بين ملايين حاملي السندات والحكومات المختلفة يجعل التوصل لاتفاقيات تسوية أمراً بالغ الصعوبة ومضيعاً للوقت.

5. بارقة أمل وتوصيات عاجلة

رغم الصورة القاتمة، رصد التقرير بعض المؤشرات الإيجابية مثل تراجع التضخم وبدء انخفاض أسعار الفائدة العالمية، بالإضافة إلى نجاح دول مثل غانا وسريلانكا في إعادة هيكلة ديونها.

وقدم البنك الدولي خارطة طريق لتجاوز الأزمة تتضمن

  • تحديث أنظمة الإنذار المبكر: لابد من تطوير آليات التنبؤ بالأزمات لتواكب هيمنة الدائنين الخاصين.
  • الاستفادة من "نافذة الفرصة": دعا صناع السياسات لاستغلال تحسن شروط التمويل العالمية حالياً لترتيب أوضاعهم المالية.
  • الإصلاح المالي: ضرورة تقليل المخاطر السيادية لتشجيع الاستثمار الإنتاجي بدلاً من الاستهلاكي.

الخلاصة

يضع تقرير البنك الدولي العالم أمام مسؤولياته، مؤكداً أن الاستمرار في "المجازفة بالمستقبل" عبر تراكم الديون بطرق غير مستدامة قد يؤدي إلى كارثة تفوق في حدتها الأزمات السابقة، ما لم يتم التحرك فوراً لتحديث آليات التمويل وإعادة الهيكلة.



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent